حدد العلماء مركباً في اللعاب البشري يمتلك قدرة سريعة على شفاء الجروح ،
وهذا يعطي الأمل للذين يعانون من جروح مزمنة مثل مرضى السكري ، بالاضافة
للجروح الناتجة عن الأذيات الرضحية والحروق ، ولحسن الحظ يمكن الحصول على
كميات كبيرة منه وبالتالي يمكننا أن نصنع منه كريمات مضادة للجراثيم .
يقول العلماء : نحن نأمل أن يكون هذا مفيدا للذين يعانون من الجروح التي
لاتشفى مثل قرحات القدم وقرحات السكري بالاضافة إلى معالجة الجروح الناتجة
عن الحروق .
وجد العلماء وبشكل خاص أن الهيستاتين Histatin، وهو بروتين صغير موجود في
اللعاب، هو الوحيد القاتل للجراثيم وبالتالي هو المسؤول عن شفاء الجروح ،
فقد استخدم العلماء خلايا ظهارية من الجزء الداخلي للخد ، وزرعت في وسط
زرعي حتى تغطى سطحه كاملا بالخلايا ، ثم عمدوا إلى إحداث جرح اصطناعي في
طبقة الخلايا في كل طبق زرعي ، بواسطة خدش صغير في طرف الخلايا .
في أحد الأطباق : تم غسل الخلايا بمحلول معادل للتوتر بدون أية اضافات ،
في الأطباق الأخرى : غسلت الخلايا باللعاب البشري ، لاحظ العلماء بعد 16
ساعة أن اللعاب عالج الجرح وأغلقه بشكل كامل ، بينما الطبق الذي لم يعالج
باللعاب فقد بقي الجزء الأساسي من الجرح مفتوحاً .
هذا يثبت أن اللعاب البشري يحتوي على عامل يسرع من اغلاق الجرح في الخلايا
الفموية ، وبما ان اللعاب سائل معقد ويحتوي على العديد من المكونات فقد
كانت الخطوة التالية تحديد المكون المسؤول عن شفاء الجروح .
تم فصل المكونات الموجودة في اللعاب باستخدام العديد من الأجهزة التقنية ،
وتم فحص قدرتها على شفاء الجروح ، وبالنهاية وجد أن الهيستاتين هو المسؤول
عن ذلك .
هذه الدراسة لم تجب فقط عن السؤال البيولوجي لماذا تلعق الحيوانات جروحها
، لكن أيضا أعطت تفسيراً لماذا الجروح في الفم مثل التي تنتج عن اقتلاع
الاسنان هي أسرع شفاء من الجروح الأخرى في الجلد والعظم ، وهي أيضا تلفت
انتباهنا إلى امكانية استخدام اللعاب كمصدر للأدوي